##اعترافاتُ عاشق يا سيّدتي، أمامَ مَحاكمِ الهوى سأعتَرِفْ. بأنَّ كلَّ ذنوبي كانتْ حُبًّا، ما زِلتُ لها أقتَرِفْ. قد كنتُ قبلكِ ناسكًا في مِحرابِ صَمتي أعتَكِفْ... أُرتّلُ الوَردَ أُسابِقُ الغيمَ وعنِ الدُّنيا أنصَرِفْ جِئتِ أنتِ... بوجهٍ يَسرِقُ البَدرَ بِصوتٍ يُحيي الوَتَرْ... بعطركِ، يا لعطركِ! فَوحٌ من الفِردَوسِ انهمَرْ. جِئتِ برَيحانِ الجنّاتِ بِخَطوٍ يُشعلُ في الرُّوحِ الشَّرَرْ. فتركتُ لأجلكِ محرابي، ووقفتُ على بابكِ، من نوركِ أرتَشِفْ. كَمْ عشقتُ ولم أعشق كمْ عرفتُ نساءً ولم أعرف. فراشاتٍ من وَرَقٍ، وكؤوسَ نبيذٍ في المساءْ. لكنني، من يومَ سَقطتُ في لُجّةِ عَينيكِ، تغيّرَ طعمُ الماءِ، اختلفَ كلُّ البَهاءْ. كأنّي للمرّةِ الأولى أدخلُ دفاترَ التّاريخِ، سلت كقَطرةُ ندىً فوقَ زُجاجٍ، شفّافةٌ، ترتجِفْ. ذقتُ من شَفَتيكِ شهدًا مقدّسًا طعمهُ عن كلّ ما سبق مختلف. دخلتُ حُضنكِ كَطفلٍ ضالٍّ، والحُبُّ يقودُني إليكِ، قميصُ حبّكِ التحف. تكوّمتُ فيكِ هاربًا من حُزني، من بُعدي، من شَظايا تَشرّدي. كنتُ وطنًا ضائعًا، فوجدتُ فيكِ كلَّ أوردتي. حاولتُ أن أغادِرَ جنّتكِ، أن أبتعد عن هذا الجُنونِ...