أقصوصة حقيقية
بقلم الاستاذ معين المدهون
أقصوصة حقيقية
من رحم المعاناة
كنت الىوم قد ذهبت الى بحر غزة عند المساء لأصطاد السمك بالصنارة . من حسن حظي انني اصطدت عملاقا .شابا في ريعان شبابه جلس بجانبي و تبادلنا الحديث الا ان نصيب الاسد من الحديث كان له, بالطبع لأني كنت مشغولا في الصيد و أعير النظر إلى صيدي. لم اهتم في البداية لكل ما يقول ولكن عندما سألته عن عمله قال لي انه يعمل في صناعة المعجنات (البتئفور) وبين لي انه مجتهد في العمل ويعمل مع العديد من المخابز التي تصنع الحلويات .ادهشني ذلك كيف تعمل مع عدة مخابز هذا شيء لا يصدق اجابني انه يعمل بنظام المقاولة بمعنى انه يتقاضى مبلغ معينا من النقود على كل كيلو ينتجه. ثم الى مخبز آخر ثم آخر و يتنقل هكذا دواليك بين المخابز فى اليوم الواحد .عمل شاق اثار فضولي لسؤاله هل كونت ثروة من هذا العمل . فأچابني بسؤال كالتالي منذ متى وأنت تصظاد السمك .اجبته : منذ خمسة و عشرون عاما.فقال لي كم سمكة لديك الان قلت لم اصطاد اليوم .لم افهم قصده في البداية من السؤال لكنه اعاد السؤال كم سمكة لديك الأن من السمك الذي اصطدته على مدار الخمسة وعشرين عاما سمك ؟قلت لا قال و أنا كذلك ليس لدي ثروة لأنني أنفقها علي أسرتي فأنت تعلم حال أهل غزة في فلسطين و الوضع الإقتصادي صعب بل مزري فكيف لشاب مثلي يعمل و يكدح وحاله هكذا . كان الله في عون ثلثي قطاع غزة . البطالة أنهكت شببابها لم اكمل نصف ديني و قد تجاوزت الثلاثين فكيف لمعظم الشباب مثلي من الذين لا يعملون و الخريجون بالالوف يصارعون في غزة صراع البقاء . اعجبني هذا ألشاب جدا للباقته وأدبه في الحديث مع انه انقطع عن الدراسة من الصف الرابع الابتدائي فتصادقنا و أضاء مصباح هاتفه و اقتادني حتى خرجنا من المرفأ (لا يوجد كهرباء و السبب الحصار على غزة)
أليس هذا صيدا ثمينا؟
ألم أصطاد عملاقا؟ غزة بها اثنان مليون عملاق لا تستغربوا أبدا.
بوركتم و دمتم صرحا للادباء و الشعراء العرب
ردحذفبوركتم و دمتم صرحا للادباء و الشعراء العرب
ردحذف