جوع وشتاء للشاعر ابراهيم سبيتان المقدسي
جوع وشتاء
بقلم :ابراهيم سبيتان /القدس
....... الاشجار ترتجف.... واسلاك الهاتف ينبعث منها طنين يشعر الوجود بشدة
البرودة وازيز الرياح وزمجرة الطبيعه .....
........ من هناك ....من على تلك الرابيه ....من حول تلك الخيام ....تنطلق اصوات
محزنه ....تقطع الاوصال ....وتذيب حشاشات القلوب ...وتغرس القشعريرة بكل
انسان يحس بانسانيته ....فهي مبعث اعتزازه .... وينبوع فخره ....
.....من هناك تنطلق اصوات بريئة ....تتأوه ...تولول...تصيح ..تناجي ... ويلتاه ..
اين نحن ؟؟؟ اين شعورنا ؟؟ ....اين وفاؤنا ؟؟؟ اين..؟؟؟ ...
.......هل صمت الآذآن ؟؟؟ ام انعدم الشعور ؟؟ ام ذوى الاحساس ؟؟ ...
لست ادري والله ... غير ان اقول ..بلى ...الاحساس موجود ... الشعور موجود ...
والكرم اصلنا وفطرتنا ...ومبعث اعتزازنا ....
........ الم نسمع انات ذاك الطفل الرضيع ؟؟...الم نرى ذاك الذي يرتجف من شدة
البرد؟؟.... وتصطك اسنانه ... وينحني جسده ....وتغير عيناه ....ويدمع فؤاده .. الم
نراه ...؟؟ فأين نحن اذن .؟؟؟...يجب ان نراه ...يجب ان ننظر اليه ونرق لحاله .....
..ونساعده بأقصى ما تتحمله النفس الانسانية ...... يجب ان نساعده كي ننقذ هذه
الروح الانسانية من مهاوي الفقر ....وزمهرير الشتاء ...يجب ان نساعد هذه الروح كي
تعطف على غيرها ....في الغد القريب ....نحن نساعد ونساعد ...نحن للناس والناس لنا
.....والله يرزق الناس بعضهم من بعض ......
......... اقشعر بدني ...ودمعت عيناي ...وصوت ذاك الطفل يقطع اوصالي ..انه
يلاحقني .....
.......بالأمس ...وبينما كنت سائرا في ذاك الشارع ...ومن حول تلك الخيام الباليه ....
التي مزقتها الرياح ..... وابلتها الايام ....صوت طفل يلاحقني ... وهو يقول...اماه..اماه
أعطني شئ استر به جسدي ...أعطني...أعطني... أماه .. اماه ..ساقاه ترتجفان..ويلاه
تولولان ....لكن ( لا حياة لمن تنادي ) ........
.........اهي تحكم على شئ غير صدرها ؟؟؟؟؟.فهو مبعث دفئها ...وينبوع حنانها .....
........ فيا اصحاب النفوس الكبيرة ...ويا ايهاالساهرون على مصلحة بني الانسان ....
المتأهبون لبسط سعادته .. اقضوا على هذا المرض...اقضوا عليه ..... وآزروا اخوانكم ...
........انقذوا هذه الارواح من براثن الفقر ...وزمجرة الشتاء...انقذوا هؤلاء
المساكين ...الذين يتأوهون...انهم ينادون باسمكم ...يطلبون مساعدتكم...يقولون نحن من بني
الانسان ...فيجب على كل انسان قادر على مساعدتنا..ان يساعدنا....ويمد العون لنا ......
............نحن هذا لأننا عاقدين العزم .. والثقة بالانسانية ...وبني الانسان....فيجب عليهم
ان يمتثلوا بهذا الاسم ...وان يطبقوا ما يتضمن ثناياه ......
......ايها المزارع في حقله والموظف في دائرته .. التاجر في حانوته...والعامل
في مصنعه .......والطالب في مدرسته ...والاستاذ في صفه....هاتوا يدكم ...ولنعمل سويا
....لننطلق ..الى هناك ...كي نؤآزر اخواننا...ونردعنهم غائلة الجوع والمرض......كي نرد عنهم
برد الشتاء ....وزمهريره القارص ....تعالوا لنعقد العزم....تعالوا..... . فالتعاون اس المجتمع ..
......والله مع العبد ما دام العبد في عون اخيه .....
2
كتبت بمناسبة الحملة الانسانية لمعونة
الشتاء..وقد نشرت في جريدة القدس الفلسطينية
( الصفحة السادسة قبل خمسة عشر عاما .ولتعم الفائدة اعيدنشرها )
20/ 12 /2015
مع تحياتي انا الكاتب ابراهيم سبيتان.المقدسي...
تعليقات
إرسال تعليق