بليلة فج سناها للشاعر محمد عبد الدايم
$$🌳بليلة فَج سناها🌳 $$
لَيْلَة الْعُمْر تزهر ضَحَّى لِكُلّ مُطرف
وَتَلاقَتُّ الْأَرْوَاح بالغيبيات لتعامِرِ المُستطرف
طَلٌّ أَنْجَم مُحَيَّاهَا بدجى حَالُك الإزورار
ليفر رَهْبَة الْخَوْفِ عَنْ الْخَاطِر
كَواكب الشّعْرَى بالدجى غَرَبَت لَك خجلاً بمنحى الِانْحِدَار
حِين طَلٌّ سَنَاهَا بدجى اللَّيْل وَبَادَر بِالِانْتِشَار
صدحت وحنت لَهَا فِى وُكُناتها الأطيار
بِأَجْنِحَتِهَا رفرفت تِحْيَى طلتها فَوْق أَغْصَانِ الْأَشْجَارِ
بِعَالِم الدُّنْيَا اســـتردت كُلّ وَاقِعَات تَوَار
ومِن المَجْد اسْتَوثَقت كُلّ مَصَادِر الإبهار
ضِيَاء سَـناها اِخْتَرَق كُـل الظَّلَام السَّاتِر
وسَـنـاء البَرْقِ يَبْدُو للعُيُون النواظِرِ
نَبْضِه مرهفه تَكَاثَرَت فِى الْحَشَا فَغَيَّرَت الْقَلْب القاسى
وَالْكَلِمَة الطَّيِّبَة لَا تَمُوتُ والذكرى الرطيبة لَا تتناسى
هُنَاك دمعات اِنْحَدَرَت مِن عُيُونُنَا تَسَاوَى عمراً يُثَرّى
وَنَظَرُه حانية تُخْتَصَر حَدِيث الرُّوح ليسرى
أَمَاكِن الْعِشْق لَا نغادرها مَهْمَا ابتعدنا
وأحبابنا القدامى لَانودعهم لو الزَّمَان أبعدنا
لَو اشْتَدّ ظَلَامُ اللَّيْلِ فشمعتها تَبَدَّد ظَلامُه
وَإِذ طَلٌّ سِنًّا فَجّرَهَا لو طَالَ الدجى انقضت أوقاته
فَأَنْت سَنَا لُلدُّرُوب المعتمة وَالنِّيل لكِ إنتساباً
وَأَنْت مُشرعة الْمَذَاهِب وينبوع لِلْقَلْب الظَّمْآن عِذابا
لونكِ الخمرى فِى وجهكِ ضَحَّى فِى أغَارِيد الشَّبَاب
وأنتِ فِى شِرْيَان الْقَلْب تَهَادى مُوَجَّهٌ سَاحِرَةٌ وأنتِ الرَبابِْ
جودى بأنفاسكِ دَفِئا لتحيى وارفا غَضّ الْإِهَاب
تَغَلْغَل نَسِيم عطرك فِى عُقُولِنَا فَغَدَوْنَا نهراً مِن الشَهد المُذاب
شَخْصِيَّةٌ خجولة وعنيدة لَا تَسْتَلِم بِسُهُولَة لصلابتها
وَهَا هِى عَقْلانِيَّة قَوِيَّةٌ الْبَصِيرَة تَحَدُّد منهجيتها
تضفي جواً مِنْ السَّعَادَةِ وَالْحَبّ بِقُوَّة فِطْنَتِهَا
تُوصَف بإمتلاكها قُوَّة قُدْسِيَّة تَزْهُو بعظمتها
تَتَجَمَّل بِمحبّة اقرانها وتصبر عَلَى تَحَمُّلِ مسؤوليتها
مَلِيحَة بِالْحُسْن يَسْحَر فتون وجنتيها
بِدَرِّهَا يُوصَل حَبْل الْغَرَام بشَهد رومانسيتها
عطرها فَوّاح بِالْبَيْدَاء الرَّحْبَة يَتَنَاثَر بندى شذاها
تَتَّسِم بِجَاذِبِيَّة أُنُوثَة خَصِبَةٌ ومخملية بِحُسْن بهاها
فكأَنما هِي ظَبْيَة السِّحْر فِى طَلاَهَا
خَمْرِيَّة كاملةالمعاطِف بِرَقِيق وجنتاها
الْحَسَن طَلٌّ بورديةَ خـــداها وَالْعُقُول لاتهوى أحداً سِوَاهَا
مَاذَا سَطْرٌ الشُّعَرَاء بِنَظْمهِم لِوَصْف جَمَالِهَا
كَتَبُوا تَجَمَّلَت بفتونها لِمَنْ رَآهَا وسكرتهم عَيْنَاهَا
وَشَمْس الْأَصِيل غَابَت خَجِلاً مِنْ أَصِيلٌ ضُحَاهَا
فَفِى مِثْل هَذَا الْيَوْمِ طَاب لَنَا خَمْرٌ حسناها
وَجَاءَت لَنَا كمصباح السَّمَاء مُنِيرَةٌ بسناء ضياها
بِقَلَم
{ مُحَمَّد مَحْمُودٌ عَبْدالدايِم }
تعليقات
إرسال تعليق