قلبي منارة للشاعر خالد سليمان الأديب

 أراك ضللت الطريق إلى قلبي :*بقلم وألوان :*خالد سليمان

**************************************************

قلبي منارة تنادي سفنها إليها 

فتبتسم السفن لرؤية شفاه الموانئ

وأنت وحدك الذي تدّعي أنّك لم تر منارتي 

رغم شوق سواحلي إليك وحنين ترابي لاحتضان خطواتك 

ورغم أني فرشت برّ الأمان بورد محبتي إليك 

إلا أنك لم تعرف مسار الوصول إليّ

وترتفع أصوات استغاثتك الكاذبة : أين الطريق ؟ لا أرى طريقا 

وتتهمني أنني أغلقت الأبواب دونك 

وأرسلت موجي ليطارد سفينتك 

وموجي الرقيق بريء من ذلك 

وتشكوني للعابرين ولكن لن يسمع شكواك أحد 

فأنا الذي منحك من مشاعره الدافئ منها والرقيق منها 

وأنا من ذاق قسوتك وتصخّر قلبك 

ومن سيصدقك ؟

هذي طيور النورس تسمع شكواك وتضحك 

وهذي أمواج المحيطات تسمع سخافاتك وتهزأ 

لا تكن كاذبا في مشاعرك وعش مع نفسك لحظة صدق 

واسأل نفسك ألف سؤال : هل في داخلك احتياج لي ؟؟

وأنا لا أحتاج إلا إجابة واحدة منك 

ليس من أجلي ، لا بل من أجلك أنت 

كي تغيّر مسار سفينتك عن سواحل قلبي 

لكنني أعرف طريقي جيدي 

علمتني جراحك يا سيّد الجراح 

وداوتني سكينك يا مدمن الطعنات 

برئت من تعلقي بك 

وشفيت منك نعم شفيت منك

أنا الآن أستردّ ذاتي ولست نادما على ما كان منّي 

أنا من أعطاك من فواكه القلب أطيبها وأنت من بخل واستغنى 

وأنا من تحملت أشواكك وأهديتك أوراق الورد من مشاعري وعمري 

وأنا من أحبّ وكفى بها عطاء لقلب لا يميّز بين الحبّ ووهم الحبّ

وا أسفاه عليك ضلت سفينتك الطريق وأطفأت منارتي عيونها في وجهك

لأنّك لا تستحقها 

منحتك وحدك خرائط الوصول لقلبي 

ومنحتك تأشيرة الدخول مجانا 

وهكذا دائما المشاعر المجانيّة لا قيمة لها 

أنت كنت تعرف مجاهل الطرق عرفتك وحدك 

وأنت من كنت ترى حجم مشاعري وحجم فرحتي بك 

كانت عيناي تسافران فيك ولا ترى من الدنيا سوى قلبك

وكانت مشاعري ترصف الطرق لقلبك بدمائي وعمري وورودي

كانت ترى فيك الفرحة الوحيدة والوردة الوحيدة والنصيب الوحيد

وكان صوتك نغمتي الوحيدة وإذاعتي الفريدة 

وكانت صورتك هي النشيد القومي الذي تردده عيناي 

وفي لحظة من الانكسار افتقدك قلبي وبعد طول انكسار قرر فصلك من الخدمة 

لأنك لست أهلا لمنصب القيادة 

كلّ مسوّغات تعيينك مزوّرة 

وآه من المشاعر المزوّرة أسوأ ما في الإنسان أن تكون مشاعره مزوّرة 

ومن العجيب أنّك تنسى كلّ هذا وتأتي بعد غياب لتمارس مهام منصبك

وأرحّب بك كعادتي وفي جيبي بطاقة حمراء تقول لك : ميناؤك ليس هذا 

ابحث في المنافي والسواحل لشاطئ أبله يحتويك دوني 

فقلبي لم يعد ساذجا 

وأنت لم يعد لديك سيادة على مشاعري 

من فضلك يا من كنت حبيبي ابحث عن شاطئ آخر غير هذا 

أراك ضللت الطريق لقلبي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحب حاكم للشاعر خالد سالم صالح

ملك الحمير للشاعر مجدي حسن

تحويشة العمر للشاعر مصطفى فريد