رؤية نقدية لروائع سينمائية للأديب هاني عبدالرحمن

 رؤية نقدية  لروائع سينمائية

بقلم / هاني عبدالرحمن

ببالغ الأسي  أنعي اليكم هذا الفيلم العربي التاريخي الذي  قيل انه علي وشك ان يُرشح لجائزة الأوسكار و ربما كان لفاز لولا الخطأ الفج الذي أفسد تحفة رائعة 

و رأيي انه رغم ذلك سيكون من أفضل الأفلام التاريخية عبر كل العصور و في كل الدنيا لولا الأخطاء التاريخية و الدينية التي جاءت في الفيلم.

الناصر صلاح الدين 

تم انتاج الفيلم في عام إنتاج عام 1963 و كتبه مجموعة من أكثر الكُتاب المصريين تأثيرا و حنكة

 و طاقم تمثيل هم  أساطير السينما المصرية و العربية 

و الفيلم بالطبع يحكي احدي فصول بطولات تاريخنا الأسلامي للفاتح السلطان صلاح الدين الأيوبي  و لولا اخطائه لكان علامة بارزة في موسوعة الأفلام التاريخية و لن أصفه بالفيلم الديني فلا ينغي ان يُطلق علي عمل غنائي او درامي لفظ ديني 

اما الخطأ الذي حرمه من جائزة أفضل فيلم ظهور ساعة في يد  أحد الجنود القتلي بأحدي المعارك و بالطبع لم يكن هذا الاختراع موجود في هذه الحقبة التاريخية

رغم ذلك الفيلم كان في قمة الروعة من مشاهد حركة و أسلوب و تعابير الممثلين و انفعالتهم فهم كما ذكرت أساطير  فن التمثيل و الاداء في مصر و العالم العربي 

و لست بحاجة أو صدد الليلة لأحكي ما يحتويه الفيلم من مادة فكلنا شاهدناه و نحفظ ما جاء فيه عن ظهر قلب

الا ان كل ذلك  أفسده أخطاء جسيمة تتناقض بشكل صارخ مع حقائق تاريخية و عقائدية

- السلطان صلاح الدين كان يحارب الصلبيين جهادا في سبيل الله و ليس لأعلاء القيم الروحية كما ورد علي لسان القائم بدور السلطان و هو احمد مظهر

و كان هذا في رأيي محاولة بخس لمحو مفهوم الجهاد في سبيل الله  و  أرساء لمفاهيم أخري منها القومية العربية 

- عندما أصيب ريتشارد الملقب بقلب الأسد بالمرض و ليس بسهم أطلق عليه علي أبواب القدس عند زيارته له أرسل لعلاجه صلاح الدين طبيبه الخاص و لم يذهب اليه بنفسه كما جاء بالفيلم و قيل ايضا ان صلاح الدين لم يتقابل وجها لوجه بريتشارد قلب الأسد في أي من معاركهما او حتي لعقد هدنة او تفاوض و انما من كان يقوم بذلك الملك العادل أخو صلاح الدين.

- السلطان الأيوبي كان رجل محب للأسلام حريص علي تطبيقه فلا أظنه كان يجهل ان غير المسلمين ليس عليهم ان يحاربوا مع المسلمين و كان علي الأخير حماية النصاري و غيرهم من بني الوطن الواحد و هذا من أسباب فرض الجزية عليهم

وذلك يجعل ما جاء علي لسان الفيلم عن احدي القادة المعاونة للسلطان انه من النصاري غير صحيح و الذي سمي بعيسي العوام و الحقيقة أنا لم اقرأ عنه و لا اعرف ما حقيقة ذلك الشخص و ان كان من نسج الخيال او انه كما قيل انه بالفعل كان موجود قائد بهذا الأسم الا انه كان قائد مسلم.

- حاول الفيلم تمجيد الحيوان الملقب بريتشارد و اظهار صورته علي انه فارس شريف و يقاتل بشرف

في حين انه قتل ثلاثة الالاف اسير مسلم لديه لكي لا ينشغل بأطعامهم و لكي لا يعيقون زحف جيشه 

و قد حاول صلاح الدين بأرسال قوات لأنقاذهم لكنهم فشلوا في ذلك

و ليس كما جاء في الفيلم بان ريتشارد فعل ذلك لأنه تم خداعه بان صلاح الدين يقتل اسري الصلبيين

- السلطان صلاح الدين نجح في تحرير كل فلسطين عدا شريط ساحلي صغير ظل تحت سيطرة الفرنجة لعدم معاونة قادة المسلمين له كما ذكرت في مقال سابق  في حين انه كان رحمه الله يقاتل كل جيوش اوروبا مجتمعة و لا اظن ان الفيلم نوهه لتلك الحقيقة

- اخر المعارك  كانت تحصُن صلاح الدين و رجاله داخل القدس و حصار الصليبي ريتشارد لها  لكن ببسالة صلاح الدين و رجاله الأشداء مكن  الله المجاهدين و أفشل الفرنجة في أقتحام او الاستيلاء علي القدس 

ثم  سلط الله علي ريتشارد جند اخر رغم أنفه الا و هو اخيه فيليب الذي  بدأ في الاستيلاء علي حكم انجلترا مما دفع ريتشارد الي السفر سريعاً عائدا  الي بلاده كي لا يخسر حكم انجلترا بعدما فشل في تحقيق مبتغاة الاستيلاء علي القدس.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحب حاكم للشاعر خالد سالم صالح

ملك الحمير للشاعر مجدي حسن

تحويشة العمر للشاعر مصطفى فريد