الى امرأة وحشية للشاعر ربيع دهام
( إلـــى امـــرأةٍ وحـــشــيــة )
لا
لن أحبكِ إلى الأبدْ
بل سأحبكِ مثل الأسدْ
وأُدخِلُكِ ملكةً في بابِ عريني
وسأضمُّك إلى صدري
وتضمّيني
وأفلش لك روزنامةَ عمري
كي تخدشي بمخالبكِ
ساعات يومي وسنيني
كبّلتْني جداولُ الشهورِ
وروتينُ الساعاتِ
وبرامج الموتِ
بالموتِ المحنّطِ تأتيني
فهيّا بعثري بالعشقِ
سكونَ أجنحتي
وللأعاصير والريحِ
أتركيني
أهذا عيد الحبِّ؟
أشطبيهِ
وعلى مقاسِ الكونِ
كبِّريهِ
لا تقزّميه لاحتفالٍ
لمناسبةٍ
لتاريخٍ
كفاه أن يكونَ
بالأرقامِ مقيّداً
مثل أحلامِ السجينِ
أنا أهديتك عمري
أنا أهديتك رجولتي
فكيف أنتظر عيد الحب
لتهديني؟
ولو استغاث بك يوماً
دعيه يغرق في رمالك المتحركة
ودعيني
أزحف طوعاً
لملجأِ ضلوعكِ
وقفي على البابِ وامنعيني
وهدّديني بالهجرانِ لحظةً
وبعد لحظةٍ سامحيني
دعي نبضي على كفّيكِ
يغلي
وبين العصفِ والقصف
أغمريني
يا امرأةً
غمستْ ريشتها
بتلاوين فصولي
ورسمتْ لوحتها الخالدة
على جبيني
لو غبتُ عن ناظريك يوماً
أغمضي عينيك
وتجديني
فارسٌ أنا
وأنتِ قمري
في ذاك الليلِ الهجينِ
وهذا فؤادي ينده
أتسمعيني؟
وهذا توحشّي قد جاء يقتلك
فكوني متوحشة أكثر
واقتليني
سوادُ الأصيل
غمدُهُ قد هاج
وسُحُبُ عينيكِ
شهرتْ حسامَ تشرينِ
وأنا المشتّتُ الأبديُّ
أركض في الأرضِ
وأمشي
ولا أعرف من أين الضربةِ
تأتيني
فماذا تفعلين بي
أجيبيني؟
أتضحكين عليَّ
أم تبكيني؟
لو أردتِ في الدنيا نسياني
حاولي مرةً
وستنسين أن تنسيني
أنا شاي العشرةِ
تشربه شفتاكِ
وأنا بوحُ خلاياكِ
تحاكي بوح حنيني
وأنا الأنفاس التي
تطارد خدّكِ في كل الزوايا
فيا فرساً جموحاً
أطلقي عنانكِ للريحِ
وبين الشهقة والزفرة
هاجميني
كم أشتاق أصابعك
البريّةِ
وقلبي المعتقل فيكِ
يواسيني
يقول :
" يا ويحك أيها البعيد
نبضي في صدرها
جنّةُ عدنٍ
وأنت آكل التفاحةِ
لك خبزَ الندمِ
والأنينِ "
أطلقيني يا نفسُ
من مدرجِ الهمسِ
وحرّري حبّنا المأسورِ
وحرّريني
دعيني أغط على مطارِ
ثغرك
وأحكي للشفتينِ وأهمسُ :
" أنا هنا
يا امرأة وحشية
فهاتي ما عندكِ
كل ما عندكِ
وقبّليني
قبلةً دمشقيةً تهزُّ شمالي
وقبلةً فلسطينيةً على يميني
وقبلةً بابليّة أصيغُ بها
قصّةَ التكوينِ
وقبلةً
تعيد لخدي بيروتها
ليكتب نزارُ فيها
شعرَه المجنونِ
حبي لك
يا امرأتي سرمديٌّ
وما الأيام إلا وهماً
وجُرحاً وعددْ
وأنا الذي أقول
"سأحبك إلى الأبد"
إياك ثم إياك
أن تصدّقيني
لا
لن أحبك إلى الأبدْ
سأحبك مثل الأسدْ
وأُدخِلُكِ ملكةً في باب عريني
وسأضمُّك إلى صدري
وتضمّيني
وأدوسُ على حزني وأصيح :
" يا امرأة الحبُّ الذي
لا يتكرّر
لو أتيتِني مرةً في العمرِ
لن أبالي لأنك
بالعمرِ كلّه تأتيني "
( بقلم ربيع دهام)
تعليقات
إرسال تعليق