دوامة التيه لجناب المبدع الشاعر هيثم النبراوي
دوّامة التّيه
ما زِلْتُ أندبُ سُوءَ الحظِ أبكيه
وهاملُ الدمعِ ما جفّتْ سواقيه
وحدي غدوتُ ولا خلٌ يشاركني
نبضَ الحياةِ ولا ضيقاً أعانيه
تفرّقَ الأهلُ والأبناءُ يا لهفي
و القلبُ ثاوٍ على أطلالِ ماضيه
وقصْقَصَ البعدُ أحلامي وبعثرني
وضيّعَ الرشدَ في دوّامةِ التيه
ما ذقتُ حلواً من الأيامِ بعدَهُمُ
كأنني الدهرُ سالَ المرُّ من فيه
أخفي عن الجمعِ ما في القلبِ من كَمدٍ
والعينُ تُبدي الذي في القلبٍ أخفيه
شوقي كبيرٌ بحجمِ الشاهقاتِ غَدا
باللهِ كيف عن الأنظارِ أخفيه
أهَدْهِدُ الجرحَ ملحَ الصبرِ أطْعِمُهُ
وطارقُ الحزنِ بالأوجاعِ يُدميه
يا كَمْ سهرنا ونجمُ الليلِ يحسِدُنا
ويشهدُ الفجرُ كم كُنّا نُناجيه
وكم جعلنا رغيفَ الخبزِ يأُكُلُنا
ونكهةُ الحبِّ فيمنْ ذاقَ تُغْنيه
ونحنُ ننعمُ بالأحلامِ ننسجُها
على بساطٍ مِنَ اللذاتِ نطويه
يروي الكبيرُ حكاياتٍ ملوّنةً
وأصغرٌ القومِ تقليداً يٌجاريه
تحلّقوا حولَ ذا التلفازِ تسليةً
سالتْ لِفرحتهم نوراً مآقيه
يادهرُ رِفقًا بِمن قد ماتَ من سَقَمٍ
يكفيهِ ما ذاقَ من أرزاءَ يكفيهِ
قلبٌ تداعى وكفُّ الموتِ عابثةٌ
والريحُ عند مهبِّ الغيبِ تُلقيه
يا مَن يبيعُ لنا يوماً نعودُ معاً
إني بِعُمْري - وَحَقِّ اللهِ- أشْريهِ
هيثم النبراوي
تعليقات
إرسال تعليق