خواطر للشاعر دكتور محمد سعد

 الله يقْسِمُ للقلوبِ مآلها .. و من اللهيب ،

يتطلع القلب الذي في جوف صدري كي يغيب ..

في طرف عينك اًو يذوب على الشفاه ..

و الحلم يسرق لي من اللقيا قطوفا كالمياه ..

تروي صحاري الشوق في نفسي و تنبتها حياه ..

ف أهيمُ فيها مدركاً أني قريب ..


الفجر يأتي داعيا هيا أفيق ..

و الوعي يحمل جنتي عبثا كحافلةٍ تغادر فوق قارعة الطريق ..

فيذوب كتفك من عناقي المرسوم في حلمي العميق ..

و يضيع دفء لقائك المنسوج من شوقي اليكِ ..

تتراجعين من الرؤى و تغيبُ مفلتةً يديكِ .. 

و أهبّ في يأسٍ أناشد راحتيكِ ..

ابقي معي انا لست ارغب ان أفيق ..


صوت الأذان مناديا .. وانا اقوم ملبيا .. فهو الدعاء ،

ينساب من قلبي لأرجو قادرا رفع البلاء ..

اطوِ المسافات البعيدة بيننا يا سامعا هذا النداء ..

اجبر فؤادي رحمةً .. حطّم جدار المستحيل ..

و ارفق بعبدٍ تاه شوقاً .. لا رفيق ولا دليل ..

رباه ان البعد قاسٍ .. و الهوى حملٌ ثقيل ..

تأتي الإجابة أن أرى قسمات وجهكِ في السماء ..


فنجان قهوتي العزيز أيا صديقي المستديم .. 

و ياطبيبي،

ضمد جراح الروح خفف غربتي و اشفي ندوبي ..

و اجعل بقايا البنّ ترسم لي طريقا لا يطول إلى حبيبي ..

فنجانُ قهوتِيَ العزيز أيا مغارة قهوتي..

فلتمحُ وجه الشوق فوق ملامحي ..

و أعِد مظاهر هيبتي ..

فأنا المُهابُ اذا نزلتُ بمجلسٍ .. و الخصم يخسأ خاضعاً في حضرتي ..

و حبيبتي .. 

هي كبريائي.. سطوتي ..

هي رأسيَ المرفوع، لا كبراً هنالك انما قسماتها بين السحاب مظللًا لي في دروبي ..


الشمس تغدو نحو خط الافق والضوء الأخير من النهار ..

وانا الغريب مكبلا بعباءة الدنيا يعزّيني لقاءٌ تحت قيد الانتظار ..

يكسو جليدٌ كالحٌ أيامَ عمري غير ان لهيب شوقي كافياً للانصهار ..

أمضي على الطرقات في عجلٍ لعلي أروِ قلبي من رسالة ..

من ( كيف حالك ؟ ) تكتبيها لي فأهمسُ في عجالة ؛

( إني بخيرٌ طالما أنتِ بخيرٌ ) 

- أين أنت ؟

- أنا بدكان البقالة ..

نتبادل الكلمات والاشواق تعصرنا مدىً .. فرح الوصال معانقاً وجع البعاد عن الديار .. 


الليل يمضي في حديث الشوق نحكي عن لقاءٍ صار أمنية الأماني ..

نتبادل الضحكات أو صوراً نرى فيها ملامح بعضنا من بعدها بعض الأغاني ..

و نقص احداث النهار لبعضنا .. اقسو عليكِ بغِيرتي .. وألينُ ودّاً في ثواني ..

( متى ستأتي ؟ ) تسألين و تسألين .. 

و أجيب في ألمٍ : قريباً .. سوف أقرع بابك الموصود في وجه السنين ..

ولسوف أمسك كفّكِ اليمنى أقبّلها و أودعها إلى صدري اليسار .. أتذكرين ؟!

إني وعدتك ان نكون معاً، ستمضي هذه الأيام وحيث كنتِ يكنْ مكاني .. 


يا ليتَ لي من معجزاتٍ ليتَ .. لاخترت البراق ..

لأكنْ لديك بكل وقتٍ .. لا غياب ولا فراق ..

نتقاسم الليل الجميل و قهوة الصبح الزكيّة .. و العناق ..

ليت البلاد بلا سفاراتٍ وليس لها حدود ..

ليت الحياة بلا معاناةٍ ولا تعقّدها النقود ..

لكنّني آتٍ إليكِ حبيبتي .. و سأحمل الشوكولاتة السمراء بين باقات الورود ..


د.محمد سعد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملك الحمير للشاعر مجدي حسن

خف العنج للشاعر نجيب الحرورة

تحويشة العمر للشاعر مصطفى فريد