جزء من بحث الخيانة للأديب جمال الشرقاوي

 فقرة من بحث ( الخيانة على فيس بوك هى الخيانة الصغرى )

مسألة : ماذا لو تزوج المؤمن المسلم غير مسلمة ــ و دليلاً تشريعياً جديداً على عالمية الإسلام و رسالة محمد صلى الله عليه و سلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ‌ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ }

فلو لم يستطع المؤمن المسلم أن يتزوج مسلمة مؤمنة مُحْصِنَة { وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ‌ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ } وجدنا الحل في الأية القرآنية الكريمة و هو { فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ } و المقصود : فليتزوج من الموالي أو العبيد أو الإماء الذين هنَّ { فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ } و نجد أن الأية القرآنية تمدح هذه الصلة الإيمانية { بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ } يعني : ( إللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش ) و جاء الأمر الإلهي بالزواج و هو أفضل من الصداقة السرية المحرمة بين امرأة و رجل و أفضل من علاقة الزنا بين الجنسين { فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ }

و السؤال : لو تزوج المسلم المؤمن امرأة غير مسلمة , يهودية أو مسيحية مثلاً أو من أي مِلَّةٍ أخرى غير الإسلام , فهل سيتزوجها بإذن أهلها ؟ و إن كانت بلا أهل ماذا سيفعل ؟ أم سيتسَرَّىَ بها لإنها غير مسلمة و كذلك لإنها غير مُحْصِنَة ؟ و هل لو طلقها أو تركها سيعطيها أجرها كاملاً أم ناقص لإنها غير مسلمة ؟ و أقول لك أيها القاريء الكريم ماذا سيفعل , سَيُسْقِط هذا الشرط من الأية القرآنية الكريمة , بمعنى أدق سيتزوجها بإسقاط حكم { فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ } كما سيسقط شرط { ‌ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ } كما سيسقط شرط { ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ } كما سيسقط شرط { فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ } كما سيسقط شرط { بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖ } هنا هل نقول أنه ليس بزواج أو هل هو زواج ناقص ؟ و الجواب , هو زواج متكامل تام , برغم إسقاط شرط ( إذن الأهل ) { فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ } و إسقاط شرط { ‌ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ } و إسقاط شرط { ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ } و إسقاط شرط { فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ } و إسقاط شرط { بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖ } و هذا أكبر دليل على أن النصوص القرآنية متكاملة المعنى و المبنى و المضمون في بناء الفرد و المجتمع لكل العالم المسلم و غير المسلم , كما أنه هذا النص بإسقاط شروطه يُعَدُّ إعجازاً تشريعياً يَدُل على عالمية الرسالة الإسلامية و الدعوة الإسلامية التي حمل لوائها الرسول النبي الأمي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ــ بلا مبتدأ و لا منتهى ــ , و مهما فعل الإنسان لن يصل لمستوىَ الرُقِيِّ القرآني التام و الخُلُق القرآني الكامل , و هنا لابد لكل فرد مسلم مؤمن أن يأخذ من القرآن الكريم ما يناسبه و ما يستطيع أن يفعله في حياته عملاً بما وَرَدَ في القرآن الكريم

{ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ ‌أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٨٦ }

[ البقرة \ 286 ]

الشاهد هنا { لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ }

(( و الواقع المُعَاش و الظروف الإجتماعية التي يمُرُ بها الناس أسقطت حكم بيع العبيد و شراؤهم , الواقع الإجتماعي هو الذي نسخ هذا الحكم من القرآن و بقيَ رسمه ــ أي ــ : كلماته في المصحف , و هنا السؤال , هل المجتمع مُدَان و الواقع قد كفر طالما هما ساعدا على نسخ حكم بيع العبيد و شراؤهم من أسواق النخاسة ؟! و الجواب , لا , لم يكفر المجتمع و الواقع و الناس و إنما إسقاط حكم بيع العبيد و شراؤهم كانت ضرورة اجتماعية لأهل ذلك العهد الذي نزل فيه القرآن الكريم , و أمَّا الأن ففي عصرنا المعاصر نحن عندنا ألات التسخين و ألات التبريد و لدينا التكييف و لدينا الثلاجات لحفظ الطعام و لدينا المراوح و لدينا السيارات و الطائرات و السفن الحديثة و لدينا وسائل الدفاع و الهجوم عن بُعد في الحرب , و لدينا وسائل الحماية الكاملة و لدينا البيوت المحميَّـة بأبواب من حديد و لدينا وسائل المواصلات الحديثة و وسائل البناء الحديثة ووسائل الترفيه لنا و لأولادنا , مِمَّا لم يتوافر لأجدادنا القدماء , و العرب وقت ظهور الإسلام , و لذلك نحن لا نحتاج للعبيد و لا للإماء و لا للموالي , إنما فقط نحن نحتاج لأن نقترب من الله تعالى , نحتاج أن نفهم ديننا بدون خوف أو وَجَل , نحتاج لتنقيح كتب التراث القديمة .... و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ))

و كذلك من جملة الرد على ( الحنابلة ) أتباع الإمام أحمد , بأن النفي و التغريب سُنـَّـة و لا يستطيع أحد أن يسقطها , فمعنى هذا أن النفي و التغريب سُنـَّة مؤكدة وواجبة !! و هذا قول مردود عليه , فقد أثبتنا من لحظات أن الزواج من الممكن أن يتم بإسقاط بعض الشروط التي وَرَدَت في القرآن الكريم , و ذلك حسب ظروف الزمان و المكان و المجتمع و العادات و التقاليد و الأعراف الخاصة بكل مجتمع في كل زمان و مكان , علماً بأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الخالق للكون , فهل لا نستطيع أن نُسقِط شرط النفي و التغريب من سُنـَّـة النبي صلى الله عليه و سلم و هو من جملة البشر و عبداً من عباد الله تعالى بما يتناسب مع ظروفنا و حياتنا و معيشتنا و ظروف مجتمعنا و زماننا و مكاننا ؟! فهؤلاء الفقهاء كانوا نصوصيون أكثر منهم مفكرين و باحثين و علماء

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م

الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحب حاكم للشاعر خالد سالم صالح

ملك الحمير للشاعر مجدي حسن

تحويشة العمر للشاعر مصطفى فريد