أكف الطفل لجناب المبدع الشاعر مثنى الهلال
اكف الطفل تلقى ما اضاعه
بقايا خبزة عام المجاعه.
وتصدقه الانوف بيوم جوع.
لان الخبز من اغلى البضاعه.
ففي زمن اللئام تكون عطرا
ولا يبقى سوى موتي مشاعه.
متى يارب يدعوهم فطور
مع الاشراق اجساد مضاعه.
سئمنا من مساءات القوافي
تسابق للدموع وللشناعه.
وتسترق الاماني عل تمرا
بسطح الرمل يرسمه يراعه.
ويكتب تحته تمر لذيذ
وتعلو في اللسان له اشاعه.
باني قد ملات الجوف تمرا
فبان الزيف وانكشفت خداعه.
فما قربت من الاذان شمس
ولا حضيت اكفي بالوراعه.
لاستجدي الفتات لسد جوعي
وارقص حاملا كاس الاطاعه.
فقد حزت الرغيف ونام طفلي
وعاد الخائفون بلا بضاعه.
ويبدأ بالسؤال بلا مجيب
ذئاب العقل تصطاد الوضاعه.
سؤال صمت الاذان منه
عن الموت المحقق في سماعه.
اليس الله قد خلق البرايا
وكفل رزقهم جمعا قناعه.
واعطاهم حياة او نعيم
واسقاهم من الموت اجتراعه
ففيم الضنك والاسقام دوما
وفيم الضبي تاكله ضباعه .
وفيم تموت في الغابات اسد
وتاكل لحمها اهل الوضاعه.
مناديل اللئام تموج عطرا
ولاتحضا البلاد سوى القناعه.
فيفنى الكنز لادر لقينا
ومات البحر يرقب في شراعه.
السنا من سلكنا العمر صبرا
الا يكفي تجرعنا الفضاعه.
الا يكفي بلادي ما تشظت
ولم تنفذ سموم باجتراعه.
الم نمسك مفاتيحا لباب
اخذناها بزق من خزاعه.
ولم ينفع ابا غبشان نوح
اذ استلبت قريش ما اضاعه.
لسان الحال ينبأنا بانا
تركنا كعبتا تشكو المجاعه.
وهاجرنا لنملأها حجارا
ونعلن بالبريد وبالاذاعه.
بان العرب قد عبدت مناة
ابو جهل ينادي من اطاعه.
وعافت طيئ فرسا لضيف
وباعت دينها تبغي الوداعه
لان الدين يأمرها بعدل
وصوت العدل لاتبغي سماعه
تريد اللغو والمدح المقفى
وتنأى عن احاديث الشجاعه
فتحمل دنها وسط الفيافي
كما الاحلاف مزجاة البضاعه.
تبيع الخمر من يشري عروشا
لان الخيل ماعادت مطاعه.
ولم تعد المعامع تفتقدنا
وبحر الروم قد ابدى شراعه.
وسل السيف في وجهي ليعلو
صراخ العرب في طلب البضاعه.
اريد التاج اعطي الف قدس
وعطر الخبز ترقبه جياعه.
وتصرخ وسط بيدائي امان
فلم الفت لما ملت سماعه.
لاني قد عبدت المال دهرا
فهد الجمع من ديني قلاعه
فقايضت المعالي نيل ملك
واسرفت المعاصي والخناعه
فالبسني الفجور قبول ذل
والزمني الاعادي بالاطاعه
فبعت الدين بالدنيا مهورا
فبان الهزل وانكشفت خداعه
فصار السيف سبتنا لانا
قتلنا بعضنا عام المجاعه
ولم نلفت لنور في بياد
ولم نخجل بعهر او خلاعه
فعاقبنا الاله بحكم جور
قبلنا حكمهم سمعا وطاعه
//
تعليقات
إرسال تعليق