بين دفتي الريح للمبدعة لطيفة الشامخي
بين دَفّتَي الريح
خلجات تتجدّد مع الخريف
مع الغيم..مع الريح
للسنة فصولها
و لي فصلي الحزين
و شعب ليل طويل
بين جحافله كم حاولت اقتناص نجمة
بها أحيي نبض القصيد
و بين دفّتي الريح عقدت عزم الرحيل
إلى أرض النبوءات
و إذا الطريق تَرِبة، مغبرّة و الرؤى غائمة
و وجهتي تفقد وجهتها
على شرفات الفؤاد فرد حمام ينوح
و يعلو النشيج بصدري
يشرّدني التيه
كيف ألقاكِ ؟
على بحر قصيد لم يُكتب لكِ
كيف ألقاكِ؟
على حدود شمس ضعتُ بين فجرها و الغسق
كيف ألقاكِ يا أنا؟
يضطرب الوقت بين الثواني
يحبس أنفاسه
لتتجلّى الرؤيا بين حوافر زمن
يُحرق الماضي
ينهب مسافات الآتي
و ما بينهما فوق السؤال
تزحف عناقيد الظلام
تجتثّ عشبنا الفتي..تأسر أحلامنا
حلم أسطوري
و الرواية هلامية
يلوكها الرواة بشكلها الرتيب
الوطن حبيس ليل لا يعرف الصباح
على عتباته عرّاف يتلو تعاويذه و يحرق البخور
حارس المقبرة قائم لصلاة الغائب
على من لم يراود السهاد جفنه
ما أكثر الديكة في مدينتي
و ما أكثر النباح
ما من مدينة فاضلة هنا
لا تتحسّس طريقا لتعلو يا هذا
لا تحلم..فالحلم مهلكة
عاقر الصمت..تأبّط ظلك و امض
علّق السؤال
قراصنة الأحلام يتاجرون بحلمك
بصوتك المحشور في الحنجرة
و ظلّك المسند إلى الجدار
على حدود الأرض نصبوا موائد العزاء
عــــريــــضــــة
و النجمة الفريدة بين الغيم ترتجف
تبكي جريحة
سفينة تسبح في مياه عميقة
ربانها العجز..طاقمها الصمت..لا منارة تهدي
الليل وحده يدير اللعبة.. يوزع الورق
جف ينبوع القصيد
تدحرج خريره على صخور"من حمإ مسنون"
الأفواه الجافة تبتهل للسماء لتمطر
"المن و السلوى" و ماء زهريا
فهل من نهايات تستحق النضال من أجلها؟
بقلمي:لطيفة الشامخي-تونس
تعليقات
إرسال تعليق