الأيام القاحلة للشاعرة مديحة ابراهيم
{{ الأيام القاحلة }}
18-9-2023
قالت العجوز:
لما طال بيا العمر وأصبحت
الأيام قاحلة،،
رأيت دنيا الإنحلال تجمهرت
بوجهها في الآخرة،،
أما أنا لازلتُ أجلس في ركن
حجرتي المهدمة،،
جاء الشتاء ببردهِ فخر السقف
بالأعاصير القاتلة،،
وهذه الأرض تمضي بعيدا"
كأنها غاضبة،،
يحق لها ان تغضب وتثور
أو تقرعنا القارعة،،
إذ اتت جارتي طرقت عليَّ
بابي كالمطرقة،،
صوتها كصرير الرياح حطم
الباب والنافذة،،
قالت:
غرابيب سود بشرية أباحوا
مهنة العاهرة،،
صككتُ وجهي وصراخ داخلي
اصواته مدوية،،
فإذا بي أستمع لنداء يقول قد
رجفت الراجفة،،
تزلزل قلبي وويل نفسي من يومٍ
شمسهُ حارقة،،
وكأن جسدي على قِدرٍ زيت يغلي
تلك هي الصاعقة،،
تلعثم لساني بالقول وشحب وجهي
لأجل سعفةٍ يابسة،،
اتخذتها وقودا" يشعرني بدفئٍ
في ليلةٍ باردة،،
فإذا مِتُ و ألحدوني ثم تركوني
وحدي في المقبرة،،
الفكر يراود قلبي ويل نفسي
من لحظةٍ محيرة،،
فماذا يصنع معي الله أحيا
عليها عاصية،،
من لأجل سعفةٍ والخوف يقتلني
وأنا العجوز العابدة،،
فماذا عن سارق الأوطان وصانع
الآثام في دنيا ذائلة،،
قالت العجوز في أقوال حكمتها
الرشيدة البالغة،،
عش يابن آدم حياة القناعة خيرا"
من الوضاعة الخاسرة،،
أرتدي لباس التواضع ترى وجوه
العباد مستبشرة،،
في الصدقِ خيرا" كثيرا" وفجور
الكذبات قاتلة،،
ألم تتعلم يوما" أن لحظة الموت
غير معلنة،،
بقلم// مديحة إبراهيم
تعليقات
إرسال تعليق